الانترنت غزت جميع مجالات الحياة بما في ذلك مجالي التعليم والبحث العلمي. المدارس والجامعات الألمانية تدخل عصر الانترنت والحاسوب والانترنت صارا جزء لا يتجزأ من العملية التعليمية.
يجلس أحد الطلاب مسترخيا في غرفته يرتشف ربما فنجان قهوته وهو يتابع محاضرة المدرس الافتراضي Virtuelle Teacher التي يلقيها عليه من صالة الجامعة الافتراضية. ويستطيع الطالب أن يتفاعل مع المحاضر بالصوت والصورة، وكذلك مع الطلاب الآخرين أينما كانوا، فيناقش ويسأل كما لو كان الجميع في غرفة واحدة. ويقوم كل طالب وكذلك المحاضر باختيار ما يعرف بـ Avatare، وهو شكل افتراضي ينوب عن الشخص الحقيقي يقوم هذا الأخير بتصميمه بنفسه ليكون رمزا له. ويتم التواصل من خلال غرف الحوار Chat حيث يقف المحاضر في قاعة افتراضية مستخدما برنامج باوربوينت ليعرض بواسطته المادة العلمية التي يريد إيصالها إلى طلابه.
وبما أن بعض الجامعات ومنها جامعات ألمانية عدة قد اعتمدت بشكل كلي أو جزئي هذا النظام الذي لقي حماسا كبيرا من قبل الطلاب، فإن السؤال الذي يطرحه الخبراء في هذا الصدد هو ماذا عن مستقبل هذا النظام التعليم؟ الدكتور لوتز جورتز من معهد ميشل للبحوث الإعلامية والاستشارات يقول إن هذا النظام رغم ما يوفره من محيط تعليمي يحاكي الواقع الحقيقي في صفوف الدراسة، إلا أنه لا زال غير جذاب بشكل كاف، ما يعني ضرورة عمل الكثير بما في ذلك إدخال نظام الأبعاد الثلاثة لإضفاء أجواء على الصف المدرسي الافتراضي تحاكي الأجواء الحقيقة في الواقع العملي. ومع اتفاق الخبراء على أن حصص التدريس الافتراضية ستشكل جزء لا يتجزأ من التعليم عن بعد عبر الانترنت في المستقبل، لأن العالم في نظر هؤلاء يتجه نحو اعتماد أنظمة المحاكاة، لكنهم يؤكدون أن بعض الأمور لن يتم إنجازها دون المقابلة الشخصية، كما أن الحضور الشخصي إلى المحاضرة والالتقاء بالآخرين ومعايشة الأجواء الدراسية عن كثب ستظل تحتل أولوية.