ملبورن 15_10(محيط) على الرغم من التطور العلمى الكبير على كافة المستويات، فمازالت الطبيعة تحوى بداخلها العديد من الأسرار التى لم تكتشف بعد، ففي بحث طبي جديد يعتبر نقطة البداية في حرب الأطباء ضد مرض السرطان، توصل علماء أستراليون أن الأجسام المضادة الموجودة في دم سمك القرش قد تحتوي على مادة تساعد على مكافحة السرطان، ويمتلك سمك القرش جهاز مناعة شبيها بجهاز المناعة البشري. ويعتقد الباحثون أنه يمكن الاستفادة من هذه الخاصية للمساعدة على إبطاء وتيرة انتشار أمراض من قبيل السرطان، كما قد تمكن من إعداد جيل جديد من الأدوية. ووجد الباحثون الأستراليون أن الأجسام المضادة في دم سمك القرش تتحمل درجات حرارة مرتفعة، ومحيطا يتسم بارتفاع درجة الحموضة أو القلوية، ما يعني أنها يمكن أن تصمد في الوسط المعوي شديد القساوة للبشر، ويرى العلماء أن ميزة الصمود هذه ضرورية لإعداد قرص طبي لمكافحة السرطان. وأشار البروفسور ميك فولي الأستاذ في جامعة لاتروب بملبورن، إلى أن جزيئات جهاز مناعة القرش تمتلك القدرة على الالتصاق بالخلايا السرطانية والحد من انتشارها. وفى محاولة للاعتماد أكثر على الطبيعة لمواجهة هذا المرض، توصل باحثون أمريكيون من خلال مجموعة من الاختبارات المعملية إلى أن سم العقرب بات من الممكن الاعتماد عليه في معالجة هذا المرض الشديد الخطورة. وأوضح الباحثون أن لدغة العقرب تطلق خليطاً من السموم العصبية التي تحتوي علي بيبتيد أو بروتين يرتبط ببعض الخلايا السرطانية لكنه لا يقترب من الخلايا السليمة، وتعتبر تلك البيبتيدات جزيئات ترتبط بأثنين أو أكثر من الأحماض الأمينية، التي تعتبر بمثابة البنايات للبروتينات. وأشار باحثون أمريكيون إلي أنهم قاموا حتي الآن بتوصيل عنصر اليود المشع بالبيبتيد، وكان الهدف من وراء تلك الخطوة هو معرفة ما إذا كان من الممكن استخدامه في تقديم جرعات مميتة من النشاط الإشعاعي لأمراض السرطان أم لا. يذكر أن مجموعة من العلماء قاموا العام الماضي بحقن عامل يطلق عليه "tm601" مباشرة إلي داخل الأورام الخبيثة الموجودة لدي 59 شخصاً مصاباً بعرض سرطان المخ الذي يتعذر تطبيقه. كما عثر فريق من العلماء على علاج واعد مستخلص من حيوان بحري يعيش في البحر الكاريبي يعرف باسم "بيخ البحر". وأوضح الدكتور بروس شابنار، أخصائي الأورام في كلية هارفارد الطبية، أن هذا الحيوان هو أحد السلالات البحرية المفرزة للسموم، وهذه السموم هي التي تقتل الخلايا السرطانية، لذا تم تصنيع عقار جديد من المستخلصات النسيجية لهذا الحيوان اطلق عليه اسم "743-et ". وقد أظهرت الدراسات أن هذا العقار يقلص الأورام عند 10 في المئة من المرضى ويجعلها مستقرة ويمنع انتشارها عند 30 في المئة منهم، كما يمنع عودة السرطان وظهوره من جديد. ويتم حالياً اختبار عقار "743-et "على المريضات المصابات بـ"سرطان المبيض" على الرغم من أنه يسبب عدداً من الآثار الجانبية السامة، وخصوصاً على الكبد والنخاع العظمي، إلى جانب إصابة المرضى بالإجهاد والضعف العام. كما أفاد علماء بأن مادة تستخرج من الطحالب المائية الحمراء تساعد على الوقاية من سرطان عنق الرحم وتقتل فيروس "اتش بي في" المسبب له. وأوضحت الدراسة أن هذه المادة والتى تدعى "كاراجينان" تستخدم كمادة مكثفة في كثير من المنتجات ومنها بعض المشروبات وأطعمة الأطفال وتساعد على قتل هذا الفيروس الذي ينتقل عبر اتصال جنسي و الذي يتسبب في سرطان عنق الرحم. وخلصت الدراسة إلى أن هذه المادة هي أفضل من أي مادة أخرى في قتل الفيروس وتكفي وضع قطرات منها في حوض ماء لمنع العدوي. اكتشف فريق من العلماء أن مادة "إليوثيروبين" السامة التى تطلقها الشعاب المرجانية لتشل بها حركة الأسماك قبل افتراسها، يمكنها أن تساهم بحد كبير فى قتل الخلايا السرطانية. وأوضح العلماء أن هذه المادة التى تفرز بواسطة نوعا من الشعاب المرجانية النادرة تعد أقوى 100 مرة من مادة التاكسول وهي مادة قاتلة للخلايا السرطانية يتم استخراجها من شجر الطقسوس من الفصيلة الصنوبرية التي تنمو في منطقة الباسفيك مادة إليوثيروبين هي. وأشار العماء إلى صعوبة الحصول على تلك المادة نتيجة لصعوبة الوصول تلك الشعاب المرجانية كما أنها تفرزها بكميات قليلة، مما دفع العلماء إلى محاولة تحضير تلك المادة كيميائيا، وبالفعل نجح العالم "جون مان" بجامعة كوين في مدينة بلفاست الايرلندية فى تبسيط الخطوات المعملية للحصول على مادة تشبه المادة الموجودة في الطبيعة