أترى الله يعطيك وينساني
خرج هارون الرشيد الى الحج فاما وصل الكوفة راى بهلول المجنةن على قصبة وخلفه الصبيان وهو يعدو فقال
من هذا؟ قالوا :بهلول المجنةن قال كنت اشتهي أن أراه فأدعوه من غير ترويع فنادوه اجب أمير المؤمنين
فعدا على قصبته فقال الرشيد السلام عليك يا بهلول فقال وعليك السلام يا امير المؤمنين قال كنت إليك بالاشواق:
قال :لكني لم اشتق إليك قال :عظني يابهلول
قال وتمأعظك ؟ هذهقصورهم وهذ ه قبورهم قال زدني فقد أحسنت
قال يا امير المؤمنين من رزقه الله مالا وجمالا فعف في جماله وواسى في ماله كتب في ديوان الابرار
فظن الرشيد انه يريد شيءا فقال :قد أمرنا لك أن يقضى دينك فقال :لا يا أمير المؤمنين لا يقضى الدين بدين
أردد الحق على أهله واقض دين نفسك من نفسك
قال :فإنا قد أمرنا أن يجرى عليك
فقال :يا امير المؤمنين أترى الله يعطيك وينساني ؟ ثم ولى هاربا.
وروي بإسناد آخر أنه قال للرشيد :ياأمير المؤمنين فكيف لو أقامك الله بين يديه فسألك عن النقير والفتيل والقطمير؟
فختنقت الرشيد العبرة فقال الحجب:حسبك يا بهلول قد أوجعت أمير المؤمنين ،فقال الرشيد دعه....
فقال بهلول :إنما أفسد أنت وإضرابك
فقال الرشيد أريد ان أصلك بصلة ؟فقال بهلول ردها على من اخذتها منه فقال الرشيد : فحاجة؟ قال بهلول
أن لا تراني ولا أراك ثم قال : ياأمير المؤمنين حدثنا ايمن بن نائل عن قدامة بن عبدالله الكلابي قال :رأيت
رسول الله صلى الله علية وسلم يرمي جمرة العقبة على ناقة له صهباء لا ضرب ولا طرد ثم ولى هاربا
يقول : فعدك قد ملأت الأرض طرا........ ودان لك العباد فكن ماذا
الست تموت في قبر ويحوي........ تراثك بعد هذا ثم هذا
منتهى الإخلاص
قال عبدالرحمن الكوفي :لقيني بهلول المجنةن فقال لي :أسألك ؟ قلت اسأل قال أي شيء السخاء؟
قلت البذل و العطاء
قال هذا السخاء في الدنيا فما السخاء في الدين؟قلت :المسارعة إلى طاعة الله قال :افيريدون منه الجزاء ؟ قلت نعم بالواحد عشرة قال :ليس هذا سخاء هذه متاجره ومرابحة .
قلت:فما هو عندك؟ قال :لا يطلع على قلبك وأنت تريد منه شيئاً بشيء
باختصار شديد
قال محمد بن اسماعيل بن ابي فديك رأيت بهلولا في بعض المقابر وقد أدلى رجله في قبر
وهو يلعب في التراب .
فقلت له : ماذا تصنع ها هنا ؟
قال: أجالس أقوام لا يؤذونني و إن غبت عنهم لا يغتابونني
فقلت : يا بهلول قد غلا السعر فهل تدوع الله فيكشف؟
فقال : والله لا أبالي ولو صارت كل حبه بدينار * إن الله تعالى أخذ علينا أن نعبده كما امرنا وعليه أن يرزقنا كما وعدنا..
ثم صفق بيديه وأنشأ يقول
يامن تمتع بالدنيا وزينتها
ولا تنام عن اللذات عيناه
شغلت نفسك فيما لست تدركه
تقول لله ماذا حين تلقاه