القراءة القراءة ..
أول كلمة في الوحي: ((اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ)).
وخير جليس في الأنام كتاب: أعظم لذة تصفح عقول الرجال، من خدمته المحابر حملته المنابر
من صاحب الصحف حاز الشرف، ما نظر رجل في كتاب إلا خرج بفائدة
الغنيمة الرابحة قطف الحكمة من الصحف، انسخ حروف العلم في ألواح قلبك
واكتب سطور الإفادة على صحيفة روحك، واكتحل بكلمات المعرفة لترى ملكوت السموات والأرض
يوم تخلو بالكتاب تطوى لك الأزمان، وتطل عليك الدهور، وتناجيك العبر، وتشجيك العظات
وتصقلك التجارب، وتدهشك العجائب، احلب در العلم من ثدي الأسفار
فإن في الدفاتر مملكة الأفكار، صاحب الكتب مع كتبه أغنى من قارون الكنوز
وأعز من نعمان الكتائب، وأحسن حالاً من البرامكة، مصاحب القرطاس أطيب عيشاً من نديم الكأس
ومدارس الآثار أعظم من المنصت لنغمة الأوتار
صاحب الكتاب يصونك من تيه الملوك، ويحميك من صلف الجبابرة، ويحوطك من سطوة الظلمة
ويحفظك من لوم الحاسد، وتشفي الشامت، ورؤية الثقيل، ومنة البخيل، وكدر الغبي
ومئونة المغتاب، وطيش السفيه، أكثر من فلي الكتب، وداوم تفتيش الصحف
وصابر مسامرة المصنفات.
فما قيمة الزمن بلا مطالعة؟
وما فائدة العمر بلا قراءة؟
وهل يحلو العيش بلا كتاب؟
ذهبت الدول، ونسي الملوك، وتعطلت الأسواق، ودرست المنازل، وتهدمت القصور
وبادت الحدائق، وفنيت الأموال، وهلك الرجال، ولكن خلدت الحكمة في الكتب
وبقيت المعرفة في الصحف، وقر العلم في المؤلفات، ودامت تركة المعرفة.
(إن الأنبياء لم يورثوا درهماً ولا ديناراً وإنَّما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر)
أعز مكان في الدنى سرج سابح وخير جليس في الأنام كتاب
:
:
:
تحياتي
: